من هو : ( الإمامُ المعصوم ، والمهدى المُنتظر ) ؟

- بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على خاتم أنبياء ورسل الله - أما بعد ... - فقد سئلَ سائلٌ سؤالينِ يقولُ فيهما : - أولا : من هو : - ( الإمامُ المَعصومُ الذى له حقُّ الطاعة العمياءَ المطلقةَ ) ؟ - ثانيا : من هو : ( المهدى المُنتظر ) ؟ ================================ - والإجابةُ على ذلك أنه : لا يوجدَ فى الدينِ شيئٌ إسمهُ : - ( الإمامُ المعصومُ ، والطَّاعَةُ العَمياءَ المُطْلَقه ) ، - وإنما يوجد فى الدينِ شيئٌ إسمهُ : - ( النَّبىُّ المعصومُ ، والطاعةُ المُبصِرَةُ المُقَيده ) ، - أولا : ( النبىُّ المَعصومُ َ، بعصمةِ الله له ) ، - كما جاء فى قوله تعالى : - { ومَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى ، إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى }النجم 4 - فكلٌ يؤخذ منه ويُردُ ، إلا رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، - لأنه معصومٌ بعصمةِ الله . - ثانيا : ( الطاعةُ المُبصرَةُ المُقيدة بطاعةِ اللهِ ورسولهِ ، - وإتِّبَاع ما صَحَّ من سنةِ رسوله صلى الله عليه وسلمَ ) ، - كما جاء فى كلٍ من : - ما أخرجَهُ أبو داودَ ، والتِّرمذِى ، وابن ماجة ، وأحمد عن : - المِقدام بن مَعْدِ يكَرِبَ رضي الله عنه قال : - قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : - ( ألَا إنِّي أوتيتُ الكِتابَ ومثلَه معَهُ ) . - { والكتابُ هو : القرأن } ، { ومثلهُ معَهُ وهى : السُّنَّه } ، - فقد نزَلَ القرأنُ مُجملاً ، ثم جاءتِ السُّنَّةُ بعد ذلك ، - لِشَرحِ وتفصيلِ وبَيَانِ ، ذلك الإجمَال ، كما جاء فى : - قوله تعالى { وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ - وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }النحل 44 - فالسنةُ هى المُذكرَةُ التفصيليةُ لأحكَام القرأن ، - وكما جاء فيما أخرجه مالكٌ بنُ أنسٍ رضى الله عنه ، - عَنِ النَّبىِّ صلى اللهُ عليه وسلمَ قال : - ( تَرَكْتُ فِيكُمْ أَمْرَيْنِ لَنْ تَضِلُّوا مَا تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا ، - كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّةَ نَبِيِّه ) . - وكما جاء فى كلٍ من : - قوله تعالى{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ }النساء59 - وقوله تعالى { مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ } النساء 80 - وقوله تعالى { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا }الحشر7 - وهكذا يأمرُ الله عز وجل بطاعته وطاعةَ رسوله ، - والوقوفَ عند أمره ونهيه ، - فمن أطاعَهُ دخلَ الجنةَ . ولو كان عبدا حبَشيا ، - ومن عصَاهُ دخلَ النارَ . ولو كانَ شَريفا قُرَشيا ، - وكما جاءَ فى كلٍ من : - ما أخرجَهُ مسلمُ عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضى الله عنهما ، - عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : - ( عَلَى الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ فِيمَا أَحَبَّ وَكَرِهَ ، - إِلاَّ أَنْ يُؤْمَرَ بِمَعْصِيَةٍ فَإِنْ أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ فَلاَ سَمْعَ وَلاَ طَاعَةَ ) . - وما أخرجه البُخَارىُّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : - قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : - ( اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَإِنْ اسْتُعْمِلَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ - كَأَنَّ رَأْسَهُ زَبِيبَةٌ ) . - وكما جاء فى حديثِ أُمِّ الْحُصَيْنِ رضى الله عنها ، - أنَّ النبىَّ صلى الله عليه وسلم قال : - ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا ، وَإِنْ أُمِّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ مُجَدَّعٌ ، - مَا أَقَامَ فِيكُمْ كِتَابَ اللَّهِ ) . - ( فعلى المّرءِ المسلم السمع والطاعة . فيما أحبَّ وكَرِهَ ، - إلا أن يُؤمرَ بمعصيةٍ ، فإن أُمرَ بمعصيةٍ قلا سَمعَ ولا طاعةَ ، - لا طاعةَ لمخلوقٍ فى معصيةِ الخَالق ) ، - وكلُّ الطُرقِ مسدودةٌ على الخَلْقِ إلا من : - سلكَ طريقَ اللهِ عز وجل فأخذَ بكتابهِ ، - وطريقَ رسولهِ صلى الله عليه وسلمَ فأخذَ بسنتهِ ولَزِمَ طريقتهِ ، - كما جاء فى قوله تعالى : - { وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ - فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }الأنعام153 - وإنظروا كيفَ وحَّدَ اللهُ الصراطَ ، وعددَ السُّبُل ، - فطريقُ الحقِّ واحدٌ لا تعددَ فيه ، وطٌرُقِ الضلالِ متعددة ، - وعلى رأسِ كل طريقٍ منها . شيطانٌ يدعوا إليه ، كما جاء فى : - قوله تعالى { شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ - زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا } الأنعام 112 - وما بعدَ الحق إلا الباطل ، وما بعد الهُدَى إلا الضلال ، - وكما يقول الله عز وجل : - { مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا - وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً }الإسراء15 - ثانيا : من هو : ( المهدى المُنتظر ) ؟ - والمَهْدِىُّ هو : من إهتدى وهَدى بكتابِ اللهِ عزَّ وجَلَّ ، - وسنةَ رسول الله صلى الله عليه وسلمَ ، - أياً كان : ( شخصه ، أو جنسه ، أو لونه ) ، كما جاء فى كلٍ من : - ما أخرجه أحمد ، والبيهقى ، عن أبي نضرة ، وجابرٍ رضى الله عنهما ، - أنَّ النبىَّ صلى الله عليه وسلم قال : - ( لاَ فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ ، وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ ، - وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ ، وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى ) ، - وما جاء فى قوله تعالى { إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ }الحجرات13 - هدانا اللهُ وإياكم إلى ما يحبُ ويرضى ، - وجعلنا اللهُ وإياكم من الذين يستمعونَ القولَ فيتبعونَ أحسنَهُ ، - وسلامٌ على المرسلين ، والحمد لله رب العالمين ،

Comments