العلامة ابن الجوزي

صفحة مشرقة من حياة الإمام العلامة ابن الجوزي

  دعوة الحق
137 العدد
    يلفت الإمام العلامة ابن الجوزي نظر الباحثين في تاريخ الفكر الإسلامي من بين عشرات الأعلام بطابع خاص وميسم واضح يتميز به، بين أترابه من المفكرين والعلماء، فهو على الأعم الأشمل واحد من العلماء الذين عرفوا بالجمع بين قدرتين قلما تجتمعان إلا القليل من الأفذاذ، هما قدرة الخطابة وقدرة الكتابة مع التبريز فيهما معا، فلقد كان ابن الجوزي يتكلم في المئات من الناس مجتمعين في المساجد أو الندوات فيهز نفوسهم ويبهرهم ويحرك عواطفهم، ويأخذ بألبابهم  على نحو مثير عاصف ترك لنا بعض من شاهدوه وحضروه وصفا له يفوق الوصف. ولكنه إلى ذلك مؤلف يجمع بين الاستيعاب والتخصص، كأنما يغترف من بحر، وقد وضحت قيه تلك الخاصية القوية : "خاصية" انتزاع موضوع يعينه من خلال التراث الإسلامي ثم متابعة ما جاء حوله من نصوص وأخبار ثم تسوية ذلك كله على نمط عال من الدقة والإحاطة، وإخراجه في قالب فني رفيع، كذلك فعل في كتبه : الأذكياء، المغفلون، أخبار النساء، صيد الخاطر، ذم الهوى...الخ.
    كما عني بالترجمة للإعلام على نحو مستفيض وقد أولى اهتمامه علمين من أبرز أعلام الإسلام هما : عمر بن الخطاب وعمر بن عبد العزيز وما يزال كتابيه فيهما من أهم المراجع للباحثين عن الرجلين العظيمين.
    وإذا كان المؤرخون قد حرصوا على أن يقفوا بابن الجوزي عن جانب واحد من جوانبه العديدة وهو (الوعظ) وفرضوا له ذلك الإطار المحدود من " الكلمة المقولة"، فإن آثاره العديدة ومؤلفاته الوافرة والتي بلغ بها البعض مئات وأشار هو في بعض ما أثر عنه من نصوص إلى أنها في حدود المائة. – هذه المؤلفات والآثار تستطيع أن تصحح هذه الصورة التي فرضت على ابن الجوزي، وتستطيع أن تضعه في مكانه الحق من تاريخ الفكر الإسلامي. فقد ألف هذا العلامة الكبير في مختلف الفنون العالية التي عرفها المسلمون وهي فنون : تفسير القرآن والفقه والتاريخ واللغة.
    وحين تستعرض مؤلفاته في هذه المجالات المختلفة تكشف عن عالم أنفق أيامه ولياليه في البحث والمراجعة واستقصى أوقاته وساعات في حياته في سبيل تحرير قضايا الفكر الإسلامي والكشف عن ذلك الفيض الذاخر من تراث الإسلام الدائر حو ل (القرآن الكريم) وعلومه.
    وأعظم هذه الآثار وإن لم يصل إلينا التفسير الكبير في عشرين مجلدا، والتاريخ في عشرين مجلدا. وتهذيب المسند في عشرين مجلدا.
    فاذا اضفنا الى ذلك هذا الثبت الطويل من المؤلفات مما اورده المترجمون له وان لم يطبع من كتبه غير عدد قليل وجدنا اننا ازاء حصيلة نسخة ضخمة من الانتاج الفاخر.
    غير أن الحديث عن "ابن الجوزي" عن المؤلف، والخطيب (ولا أقول الواعظ) لا يستوفي تقييم هذه الشخصية البارزة إلا إذا كشف عن طابعها العام واتجاهها الخاص ومدى فهمها لتحديات عصرها والأخطار التي كانت تواجه الإسلام في هذه المرحلة 
    التي عاشها فأي الرجال هو في مثل هذه المواقف الخطيرة ! ..
    هنا يجيء مكان (ابن الجوزي) الحق. ودوره الضخم في تصحيح المفاهيم، ويكشف عن ذلك في كتابه : "نقد العلم والعلماء" أو "تلبيس إبليس"،  الذي يرقى به إلى مكان قلة من النوابغ الذين حرروا مفاهيم الإسلام من الزيوف التي أدخلتها عليهم الفلسفات الوثنية من هيلينية افريقية ومن مجوسية فارسية. مما افتراه الباطنيون وإخوان الصفا وغيرهم وحاولوا به إفساد القيم الإسلامية الخالصة المستمدة من القرآن وفرض مفاهيم زائفة عليها بغية إخراجها من أصولها وإغراقها في طوفان التحريف والتبعية والغزو الثقافي وإسلالها إلى الشعوبية البغيضة.
    ذلك هو الدور الحق الذي قام به (العلامة ابن الجوزي) في كتابه : "نقد العلم والعلماء" الذي يعد معلما هاما  من معالم تحرير الفكر الإسلامي من محاولات تزييفه وإخراجه من مقاوماته الأساسية وأهمها "التوحيد" وفي كتابه هذا يتعرض الباحث لعشرات من القضايا التي كانت مبثوثة في عصره. فيقول فيها كلمة الحق ويكشف عن الأخطار البالغة التي تحيط بالعلماء والولاة والسلاطين والعباد والزهاد والصوفية.
    ويستعرض في إفاضة المستوعب. وإيمان السلفي، وبراعة المجادل كل ما كان يزخر به عصره وجبله وبيئته من شبهات خطيرة جليتها الفلسفات والوثنيات ويتعرض لآراء أرسطو والسوفسطائيين ومن تابعهم، في مسائل التوحيد والنبوة ويعرض لأخطاء اليهود والنصارى ويكشف من أوهام المعتزلة والصوفية جميعا فلا يدع شبهة أو خطأ إلا عرض له ودفعه وكشف عن وجه الخطأ فيه ووضع الحق موضع الباطل.
    ولم يقف عمله عند هذا الحد، بل انه حين ألف كتابه الضخم في التاريخ (المنتظم في تاريخ الملوك والأمم)  عرض في الجزء السادس منه لابن الراوندي وأورد سيرته وكشف عن فساد أرائه، وأشار إلى مواطن الضعف في حياته وشخصيته، وتعرض لمؤلفاته ولم يمنعه أن جاء كتابه مترجما للشخصيات البارزة في الإسلام من أن يعرض لمثل هذا الملحد وقد استطار امره وعظم خطره، وعلى هذه المادة التي قدمها ابن الجوزي اعتمد كل من جاء بعده وخاصة العلامتين : الخياط والجفائي في كتابهما الانتصار وقد كان هذا الفصل المطول عن ابن الراوندي هو مرجع المتأخرين أيضا. فقد اعتمد عليه عبد الرحمن بدوي في كتابه (من تاريخ الإلحاد في الإسلام) في مجال الحديث عن ابن الراوندي باعتباره من أهم المصادر التي رد على كتبه ودحضت مفترياته. وقد شهد الباحثون لابن الجوزي بأن كتابه المنتظم كان مصدرا مهما في الرد عل ابن الرواندي وكتابه الزمرد.
    هذا هو الجانب القوي في فكر العلامة ابن الجوزي وحياته، جانب مواجهة تحديات عصره، والأخطار التي حاقت بالإسلام في جيله. فقد تصدى لذلك في يقظة وقوة وهاجم الخارجين عليه سواء من خصومه الباطنية والشعوبية أم من أهله الذين لم يفهموه حق الفهم، وهو في نفس الوقت الذي هاجم فيه جمود الفقهاء، هاجم جبرية المتصوفة، كما هاجم دعاة النزعات الفلسفية الوثنية وهو في هذا على نفس الطريق الذي سلكه ابن حزم والغزالي من قبله، والذي سلكه ابن تيمية وابن قيم الجوزية وغيرهم من بعده.
    وقد لقيت كتابات (ابن الجوزي) اهتماما واضحا في الأدب العربي الحديث والمعاصر، فقد تناوله كثير من الباحثين وعرض لمؤلفاته بعض الكتاب، وقد جاء ذلك في ظل اليقظة التي أحاطت بحركة التراث وكشفت عن كثير من مؤلفاته، وأهمها نقد العلم والعلماء الذي صححه وقيد حواشيه الشيخ محمد منير الدمشقي، وكتابه صيد الخاطر الذي حققه الأستاذ محمد الغزالي وكتابه ذم الهوى الذي حققه الدكتور مصطفى عبد الواحد.
    كما عرض المرحوم الأستاذ أحمد بن شاكر لكتابه (التحقيق في أحاديث الخلاف(1) وقال إنه كتاب نفيس ومن أهم الكتب التي ألفت في مسائل الاختلاف بين المذاهب لأنه اقتصر فيه على المواضع التي كانت بين الأئمة الأربعة من اختلاف وترك ما اتفقوا عليه.
    وأشار الأستاذ محمد كرد علي في مجلة المقتبس(2) إلى كتابه (المدهش) فقال انه في مجلدين ومنه نسخة في خزانة كتب السيد عبد الباقي الحسني الجزائري من فضلاء دمشق وأشرافها ولا نعرف له ثانية ومكتوب بخط شرقي مشكول. وأشار إلى أنه مقسم إلى خمسة أبواب : 
    1 – في علوم القرآن وبيانه.
    2- تعريف اللغة وموافقة القرآن لها.
    3-علوم الحديث .
    4 -عيون التاريخ.
    5- ذكر المواعظ.
    وقد أشار المقتبس(3) إلى كتابه سيرة عمر بن عبد العزيز الذي صححه ووقف على طبعه السيد محب الدين الخطيب في مطبعة المؤيد 1331 والحق به فهارس بالأماكن والرجال.
    كما عرض الأستاذ عبد العزيز الميمني لكتاب مناقب بغداد الذي حققه الأستاذ محمد بهجت فشك في أنه لابن الجوزي ونسب الكتاب إلى حفيده(4).
    كما عرضت مجلة المجمع العلمي العربي(5) لكتابه (أخبار الحمقى والمغفلين) فقال الأستاذ محمد كرد علي : لأبي الفرج زهاء مائة مصنف في القرآن والفقه والحديث والطب والتاريخ والسير والتراجم والجغرافية والوعظ والتصوف واللغة ومن جملة تآليفه كتاب الأذكياء المطبوع وكتاب أخبار الحمقى والمغفلين.
    وعرض الأستاذ كرد على نماذج من كتاب أخبار الحمقى ثم جاء الأستاذ ناجي الطنطاوي عام 1929 فعقد فصولا في مجلة الثقافة التي تصدر في القاهرة لخض فيها كتاب الظراف والمتماجنين (طبعة دمشق 1248 هـ).
    كما سجل السيد رشيد رضا في مجلة المنار(6) ما أورده ابن جبير الرحالة الأندلسي عن لقائه بابن الجوزي.
    أما تاريخ ابن الجوزي فقد عرض له عديد من الباحثين واهم ما جاء به ورد في شذرات الذهب ووفيات الأعيان وتذكرة الحفاظ وهو ما اعتمد عليه المؤرخون المعاصرون ( وخاصة الأستاذ الغزالي والدكتور مصطفى عبد الواحد).
    غير أن ابن الجوزي قد كان موضع الإشارة في عديد من المؤلفات القديمة مثل : ذيل طبقات الحنابلة والكامل لابن الأثير وكشف الظنون ومفتاح السعادة و النجوم الزهرة وطبقات المفسرين.
    أما في المؤلفات الحديثة فقد ذكرته مؤلفات : المجددون في الإسلام والنثر الفني وظهر الإسلام ومعجم الأطباء والاعلام ومعجم المؤلفين وقد أجمعت كلها تقريبا على أنه ولد ببغداد عام 510 تقريبا وتوفي 597 هـ ووصفته بأنه محدث فقيه مفسر حافظ واعظ أديب مؤرخ مشارك في أنواع أخرى من العلوم.
    فهو : "أبو الفرج عبد الرحمن بن أبي الحسن بن محمد بن عبيد الله، ابن حمادي ابن احمد بن محمد بن جعفر الجوزي(7) القرشي التميمي البكري البغدادي الفقيه الحنبلي"
    مات أبوه وله ثلاث سنين وكفلته عمته التي حملته إلى أبي الفضل بن ناصر وهو خاله فاعتنى به وأسمعه الحديث وحفظ القرآن ونظر في جميع الفنون وتفتح للكتابة والبحث فشق طريقه في مجال العلم حتى أوفى على الغاية. وقد أتيح له من راحة البال ولطف المزاج وكمال الصحة ما أعانه على العمل والإنتاج، وقد عاش حتى نيف على التسعين حياة خصبة أنفقها بين محابر الكتابة ومنابر الخطابة حتى رويت عنه في المجالس من المبالغات ما يدهش ويثير، فقال عنه ابن العماد الحنبلي أنه كان يكتب في اليوم أربعة كراريس ويرتفع له في كل سنة من كتابته مابين خمسين إلى ستين، وقال العلمي في طبقاته أن مجلسه في الوعظ كان يحضره عشرة آلاف أو خمسة عشر ألفا، وأنه تاب على يديه مائة ألف وأسلم عشرون ألف من اليهود والنصارى، وقال ابن خلكان أنه جمعت برأيه أقلامه التي كتب بها حديث رسول الله فحصل منها على شيء وأوصى بان يسخن بها الماء الذي يغسل به بعد موته ففعل ذلك.
    وهذه من الروايات على ما بها من مبالغة تشير إلى معنى صحيح لا ريب فيه هو عظمة هذه الشخصية واتساع آفاقها وعمق اتصالها بأداة العلم وتجرده للدرس والبحث.
    وقد اثر عن ابن الجوزي آثار تشكل مطالع حياته حيث يقول : 
    "ركز في طبعي حب العلم ومازال يوقعني على المهم فالمهم ويحملني إلى من يحملني على الأصواب حتى قوم أمري..
    وكنت في زمن الصبا آخذ معي أرغفة يابسة فأخرج في طلب الحديث وأقعد على نهر عيسى فلا أقدر على أكلها غلا عند المساء، فكلما أكلت لقمة شربت عليها، وعين همتي لا ترى إلا لذة تحصل العلم فاثر ذلك عندي إني عرفت بكثرة سماعي لحديث رسول الله وأحواله وآدبه وأحوال الصحابة وتابعيهم.
    ويقول أني رجل حبب إلى العلم مند زمن الطفولة فتشاغلت به ثم لم يجب إلي فن واحد من فنونه كلها ثم لا تقتصر همتي على فن على بعضه بل أروم استقصاءه وما نلته من معرفة العلم لا يقاوم" وترسم وصيته لابنه طرفا من شمائله ووجهته النفسية والاجتماعية حيث يقول له : كفيت بهذه التصانيف عن استعارة الكتب وجمع الهمم في التآليف فعليك بالحفظ، وإنما الحفظ رأس مال والتصرف ربح واصدق في الحالين من الالتجاء إلى الحق سبحانه فراع حدوده، وإياك أن تقف مع صورة العلم دون العمل به فإن الداخلين على الأمراء والمقبلين على أهل الدنيا قد أعرضوا عن العمل بالعلم فمنعوا البركة والنفع به وإياك أن تتشاغل بالتعبد من غير علم فإن خلقا كثيرا من المتزهدين والمتصوفة ضلوا طريق الهدى إذ عملوا بغير علم.
    ومتى لم يعمل الواعظ بعلمه زلت موعظته عن القلوب كما يزل الماء عن الحجر فلا تعظن إلا بنية ولا تمشي إلا بنية ولا تأكلن لقمة إلا بنية ومع مطالعة أخلاق السلف ينكشف لك الأمر".
    وتعطي طوابع حياة ابن الجوزي صورة العالم المؤمن بمسؤوليته تجاه الأمانة الموكل بها وموقفه من الحكام وإعراضه عنهم يعطي صورة الاعتصام بالحق وقد أشار في بعض كتاباته إلى أن الظروف فرضت عليه الإتصال ببعض الأمراء فكان لذلك حيث يقول "فانعدم ما كنت أجده من استنارة وسكينة وصارت المخالطة توجب ظلمة في القلب إلى أن عدم النور كله" ولم يعد إلى طبيعته إلا حين تخلص من هذه العلاقات..
    وقد وصف أسلوب ابن الجوزي بالأداء المرسل حيث استطاع أن يجاوز ما في عصره من أسباب السجع والزخرف، وإجاد دراسات اللغة فكان له فيها (تذكرة الأريب، والوجوه والنظائر، وتقويم اللسان.  والمقيم والمقعد في دقائق العربية) وذلك بالإضافة إلى إجادته في مجال التفسير والفقه والتاريخ.
    وقد أوتي إلى ملكة الكتابة, وأصالة الأسلوب ملكة الكلام وحضور البديهة وبراعة المخاطبة للجماهير، وقد وصفه ابن حبير في رحلته الشهيرة فقال :
    ثم شاهدنا مجلس الشيخ الفقيه الإمام الأوحد جمال الدين أبي الفضائل بن علي الجوزي بإزاء داره على الشط الشرقي(من بعداد) وهو يجلس به كل يوم سبت فشاهدنا مجلس رجل ليس من عمرو ولا زيد،  وفي جوف الفرا كل الصيد، آية الزمان وقرة عين الإيمان، رئيس الحنبلية والمخصوص في العلوم بالرتبة العلية، أمام الجماعة، فارس حلية هذه الصناعة والمشهود له بالسبق والبراعة، مالك أزمة الكلام في النظم والنثر الفائض في بحر فكره على نفائس الدر" الخ..
    فالعلامة الإمام ابن الجوزي مقدور القدر في كلا المجالين، يعجب به سامعوه في مجالسه وبقدره قارئوه في مؤلفاته، فقد أوتي من التبرير في مجال الكلمة المقولة، والكلمة المكتوبة وقد عرف طريقه إلى النفس العربية، وكان قادرا على مواجهة الجماهير والباحثين على السواء.
    وقد كان في كل آثاره جامعا للنصوص ومحققا وموجها ومحررا للفكر الإسلامي وهو بالجملة يجري في أمرين هامين يمكن أن يقال أنها هدف أغلب مؤلفاته : 
    الأولى تقريب الآثار والأخبار من النصوص الدائرة حول فكرة واحدة عميقة الأثر في نفس القاريء والأديب محققا لهدفه الأصيل في التوجيه والإصلاح وبناء الشخصية الإسلامية على أعلى صورها من الكمال والنزاهة.
    الثانية : التحقيق المستوعب والتحرير الصادق للنصوص والأحاديث وتخليصها من الشبهات والإضافات والزيوف والأكاذيب وذلك ضمن خطته في مقاومة أخطار الغزو الثقافي ومعارضة السجع والزخرف وتوثيق الأسانيد على نحوي علمي واضح

    Comments