فالعادة السرية محرمة بالكتاب الله والسنة، قال تعالى: {والذين هم لفروجهم حافظون * إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين * فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون}، فوصف الباري جل وعلا المبتغي إفراغ شهوته في غير الزوجة وملك اليمين بأنه من العادين، وقال النبي صلى الله عليه وسلم مخاطباً الشباب: "يا معشر الشباب! من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء" (متفق عليه)، فدلّ النبي صلى الله عليه وسلم الشباب -وهم مظنة بلوغ القوة الجنسية مبلغها- دلهم على الزواج عند القدرة على تكاليفه وأعبائه المادية، فإذا قصرت اليد عن النفقة وتاقت نفس المرء إلى التخلص من غوائل الشهوة ولم يجد إليه سبيلاً فعليه بالصوم، فإنه قاطع لشهوته.
ثم إن الذي يمارس العادة السرية على خطر عظيم من عدة جوانب:
الأول: أنه يعصى ربه تبارك وتعالى.
الثاني: شؤم هذه المعصية، والذي يتمثل في أضرار صحية جسيم، أما الفتاة فقد تزول (بكارتها) بفعلها كما يقول الأطباء، وإذا كانت تمارس العادة السرية بصورة مستمرة ومتكررة ولمدة طويلة، وتعيش في خيالاتها خاصة، فإن قدرتها على الاستمتاع بعد الزواج يمكن أن تتأثر فلا تشعر بما تشعر به الفتيات اللاتي لا يمارسن تلك العادة ولا يرين متعة فيها، وقد تصل إلى مرحلة الإدمان، وهو من أخطر الأمور.
قال الشيخ مصطفى الزرقا رحمه الله: "وما كان مضراً طبياً فهو محظور شرعاً وهذا محل اتفاق بين الفقهاء" انتهى، وقال الشيخ حسنين مخلوف -مفتي الديار المصرية الأسبق-: "ومن هنا يظهر أن جمهور الأئمة يرون تحريم الاستمناءباليد، ويؤيدهم في ذلك ما فيه من ضرر بالغ بالأعصاب والقوى والعقول، وذلك يوجب التحريم ومما يساعد على التخلص منها أمور، على رأسها:
1 - المبادرة بالزواج عند الإمكان ولو كان بصورة مبسطة لا إسراف فيها ولا تعقيد.
2 - وكذلك الاعتدال في الأكل والشرب حتى لا تثور الشهوة، والرسول صلى الله عليه وسلم في هذا المقام أوصى بالصيام في الحديث الصحيح.
3 - ومنها البعد عن كل ما يهيج الشهوة كالاستماع إلى الأغاني الماجنة والنظر إلى الصور الخليعة، مما يوجد بكثرة في الأفلام بالذات.
4 - توجيه الإحساس بالجمال إلى المجالات المباحة كالرسم للزهور والمناظر الطبيعة غير المثيرة.
5 - ومنها تخير الأصدقاء المستقيمين والانشغال بالعبادة عامة، وعدم الاستسلام للأفكار.
6 - الاندماج في المجتمع بالأعمال التي تشغله عن التفكير في الجنس.
7 - عدم الرفاهية بالملابس الناعمة، والروائح الخاصة التي تفنن فيها من يهمهم إرضاء الغرائز وإثارتها.
8 - عدم النوم في فراش وثير يذكر باللقاء الجنسي.
9 - البعد عن الاجتماعات المختلطة التي تظهر فيها المفاتن، ولا تراعى الحدود.
وبهذا وأمثاله تعتدل الناحية الجنسية ولا تلجأ إلى هذه العادة التي تضر الجسم والعقل، وتغري بالسوء".انتهى. (انظر مجلة الأزهر المجلد الثالث، صفحة 91 عدد شهر محرم 1391هـ).
هذا: وليست هذه العادة كالزنا الذي هو من كبائر الذنوب، وعليه فليست هذه الفتاة في حكم الزانيات.
أما التي تمارس الفجور وتحافظ على عذريتها فزانية بإجماع العلماء لأنه ليس من شرط الزنا فض البكارة، وهي وإن استطاعت أن تخدع الناس وخفي عليهم أمرها فلن يخفى على الله، ولن تفلت منه سبحانه، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ}، وقال تعالى: {رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ}، وقال تعالى: {يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ}، وقال تعالى: {يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ}، ثم إن الله تعالى قد يمكر بها فيفضح أمرها كحال الكثير نسأل الله العافية.
أما الشرف فليس محصوراً في غشاء البكار وحسب، وإن كان غشاء البكارة دال عليه لكن لا يمنع أن توجد البكارة وينعدم الشرف والعرض والدين والخلق كحال من ذكرتي!!
Comments
Post a Comment